الرافضة:
  قدم علياً # على المشائخ زور وبهتان ليس لهم عليه أي مبرّر، فقد اتفقنا نحن وهم على أن الرافضة هم الذين رفضوا زيد بن علي @.
  قال نشوان الحميري في كتابه الحور العين في ذكر الرافضة ما لفظه: فقال لهم زيد: إن أبا بكر وعمر ليسا كهؤلاء، هؤلاء ظالمون لكم ولأنفسهم ولأهل بيت نبيهم، وإنما أدعوكم إلى كتاب الله ليعمل به وإلى السنة أن يعمل بها، وإلى البدع أن تطفأ، وإلى الظَّلَمة من بني أمية أن تخلع وتنفى، فإن أجبتم سعدتم وإن أبيتم خسرتم ولست عليكم بوكيل، قالوا: إن برئت منهما وإلا رفضناك، فقال زيد: الله أكبر، حدثني أبي عن رسول الله ÷ قال لعلي #: «إنه سيكون قوم يدَّعون حبّنا لهم نبز فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون» اذهبوا فإنكم الرافضة، ففارقوا زيداً يومئذ فسمّاهم الرافضة، فجرى عليهم هذا الاسم.
  وروى السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني في كتاب الدعامة: أن جميع فرق الأمة اجتمعت على إمامة زيد بن علي # إلا هذه الفرقة التي تقدّم ذكرها، فقال لما شهر فضله وتقدمه وظهر علمه وبراعته، وعُرف كماله الذي تقدّم به أهل عصره اجتمع طوائف الناس على اختلاف آرائهم على مبايعته فلم يكن الزيدي أحرص عليها من المعتزلي، ولا المعتزلي أسرع إليها من المرجي، ولا المرجي من الخارجي، فكانت بيعته # مشتملة على فرق الأمة مع اختلافها، ولم يشذّ عن بيعته إلا هذه الطائفة القليلة التوفيق.
  إلى قوله: وكان أفضل العترة؛ لأنه كان مشاركاً لجماعتهم بوجوه لم يشاركوه فيها، فمنها اختصاصه بعلم الكلام - الذي هو أجلّ العلوم وطريق النجاة، والعلم الذي لا ينتفع بسائر العلوم إلا معه والتقدم فيه والاشتهار عند الخاص والعام.
  هذا أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ يصفه في صَنْعَةِ الكلام ويفتخر به ويشهد له بنهاية التقدم، وجعفر بن حارث في كتاب الديانة، وكثير من معتزلة بغداد