التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الرافضة:

صفحة 79 - الجزء 1

  كمحمد بن عبدالله الإسكافي وغيره ينسبون إليه في كتبهم، ويقولون: نحن زيدية، وحسبك في هذا الباب انتساب المعتزلة إليه مع أنها تنظر إلى الناس بالعين التي ينظر بها ملائكة السماء إلى أهل الأرض مثلاً، فلولا ظهور علمه وبراعته وتقدمه على كل أحد في فضيلته لما انقادت له المعتزلة.

  إلى قوله: ومما يدلّ على صحة ما رواه السيد أبو طالب من إجماع فرق الأمة على زيد بن علي لِمَا كان من فضله قولُ شاعر الخوارج يرثي زيداً # ويقرِّع الزيدية:

  يا با حسين والأمور إلى مدىً ... أولاد دَرْزَةَ أسلموك وطاروا

  يا با حسين لو شراة عصابة ... علقتك كان لوردهم إصدار

  وقال أيضاً:

  أولاد دَرْزَةَ أسلموك مُبَتَّلاً ... يوم الخميس لغير ورد الصادر

  تركوا ابن فاطمة الكرامُ جدودُه ... بمكان مسخنة لعين الناظر

  وروى حسن بن علي بن يحيى بن أبي يعلى عن عمر بن موسى، قال: قلت لزيد بن علي: أكان علي إماماً؟

  فقال: كان رسول الله ÷ نبياً مرسلاً، لم يكن أحد من الخلق بمنزلة رسول الله ÷ ولا كان لعلي ما يذكر الغالية، فلما قبض رسول الله ÷ كان علي من بعده إماماً للمسلمين في حلالهم وحرامهم، وفي السنة عن نبي الله وتأويل كتاب الله، فما جاء به علي من حلال أو حرام أو كتاب أو سنة كان ردّه عليه كفراً، فلم يزل ذلك حتى أظهر السيف وأظهر دعوته واستوجب الطاعة ثم قبضه الله شهيداً.

  ثم كان الحسن والحسين، فوالله ما ادّعيا منزلة رسول الله ÷، ولا كان من رسول الله ÷ من القول فيهما ما قال في علي #، وأيضاً أنه قال: سيدا شباب الجنة، فهما كما سماهما رسول الله ÷، وكانا إمامين عدلين، فلم يزالا كذلك