الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي (ع)
  عذاب أهل النار»(١).
  قيامه: في جمادى من هذه السنة(٢)، وبايعته المعتزلة مع الزيدية، وفضلاء الأئمة. وخرج معه جعفر الصادق # المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة، عن خمس وستين سنة، ثم استأذنه في الرجوع؛ لكبر سنه وضعفه.
  وقد همَّ أبو الدوانيق بقتل جعفر الصادق، فعصمه الله منه. وأخرج معه ولديه: موسى الكاظم، وعبدالله، وكذلك الإمام: عيسى بن زيد بن علي، والحسين بن زيد بن علي $.
  وفي أمالي الإمام أبي طالب في الباب التاسع والثلاثين بسنده إلى علي بن موسى بن جعفر عن أبيه $، قال: أرسل أبو جعفر المنصور إلى جعفر بن محمد @ ليقتله، فطرح سيفاً ونطعاً، وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه، فلما دخل جعفر بن محمد @، ونظر إليه من بعيد فرق أبو جعفر على فراشه - قال: يعني تحرك -، وقال: مرحباً بك وأهلاً يا أبا عبدالله، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي ذمامك ونقضي دَيْنَكَ، ثم سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضي ثالثة ما قلته حتى يرجع جعفر بن محمد إلى أهله، فلما خرج هو والربيع، قال: يا أبا عبدالله أرأيت السيف والنطع، إنما كانا وضعا لك، فأيّ شيء رأيتك تحرّك به شفتيك، قال: نعم يا ربيع، لما رأيت الشرَّ في وجهه قلت: حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
(١) كتاب الشافي (١/ ٦١٦)، طبعة مكتبة أهل البيت (ع).
(٢) أي سنة استشهاده. تمت من المؤلف (ع).