الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي (ع)
  وكان الإمام مالك بن أنس الأصبحي - المتوفى سنة مائة وتسع وسبعين - يُفتِي بالخروج مع الإمام محمد بن عبدالله وأخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله، وقرأ على الإمام جعفر بن محمد الصادق $.
  واستشهد الإمام محمد بن عبدالله في شهر رمضان الكريم، سنة خمس وأربعين ومائة، وله من العمر: اثنتان وخمسون سنة، وكان لقبه النفس الزكية، وكان فيه خاتم في كتفه، يشبه خاتم النبوة في رسول الله ÷، وفي ذلك يقول الشاعر:
  وإن الذي تروي الرواةُ لبيِّن ... إذا ما ابن عبدالله فيهم تجرّدا
  له خاتم لم يُعْطِه اللهُ غيرَه ... وفيه علامات من البِّر والهدى
  وقال لأهله: إني على قتال هؤلاء، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فإني مقتول، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء وهبّت ريح فإني أظفر بالقوم، ثم أمرهم - أنه إذا أتت الأمارة من الله التي تدل على قتله - أن يحرقوا كتباً خاف عليها من أعداء الله، وكان أشبه الخلق في حملاته بالحمزة بن عبد المطلب، وكان عنده سيف أمير المؤمنين ~ ذو الفقار.
  قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: وفي حديثه # أنه كان إذا حمل عليهم سمعت فيهم قصفة كأجيج النار في أَجَمَةِ القصب(١)، وكان يشبه في الفصاحة بجده علي بن أبي طالب ~(٢).
  قال في الشافي(٣): وكان يقاتل بالسيف، فيضرب ضرب جده علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم، وقال - لما انهزم عنه أصحابه -: اللهم
(١) الأجمة محركة: الشجر الكثير الملتف.
(٢) كتاب الشافي للإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)، (١/ ٦١٨)، طبعة مكتبة أهل البيت (ع).
(٣) كتاب الشافي للإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع)، (١/ ٦١٧)، طبعة مكتبة أهل البيت (ع).