الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي (ع)
  إنهم عجزوا عن احتمال أمرك، والجهاد مع ولد نبيك، فاجعلهم في حلّ من بيعتي، ثم عطف على الناس في قلة من أصحابه، أهل البصائر خاصة وأهل بيته، وقاتل حتى قتل في الموضع الذي أخبر جده الرسول ÷ أنه يقتل فيه، في الحرم الشريف من المدينة المطهرة.
  والجنود التي واجهته بالقتال، أنفذها أبو الدوانيق، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، وكان عبدالله ممن بايع الإمام المهدي، فنكث بيعته، وادعى الملك لنفسه، كما تقدم في ذكر من قتل في أيامه من أهل البيت (ع).
  قبر جسده الشريف إلى جنب الحسن السبط(١)، À.
  قال في الطبقات: محمد النفس الزكية ... إلى قوله: محمد بن عبدالله الكامل، قال ابن عنبه: إنما لقب المهدي لحديث: «إن المهدي اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»(٢)، وتطلّعت إليه نفوس بني هاشم وعظّموه، وكان جمّ الفضائل كثير المناقب.
  حكى أبو الفرج أن المنصور أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب، فقيل له في ذلك، فقال: ويحكم، هذا مهدينا أهل البيت، وكان المنصور قد بايعه ولأخيه إبراهيم مع جماعة من بني هاشم.
  قلت: وفي مقاتل الطالبيين بسند صحيح أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء ... إلى قوله: وقال أبو جعفر - أي المنصور -: بأيّ شيء تخدعون أنفسكم، فوالله لقد علمتم ما الناس إلى أحدٍ أصور - أي أميل - أعناقاً، ولا أسرع إجابة
(١) هذا على رواية في مقاتل الطالبيين، ومصابيح أبي العباس، والمشهور أن قبره بباب المدينة حيث قتل، انتهى من المؤلف (ع).
(٢) للمزيد انظر كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع)، ج ١/ ص ٥٨/ط ١، ج ١/ ص ٩١، ط ٣، ج ١ - ص ١٢٠، ط ٣.