خروجه إلى اليمن:
  يحيى الهادي بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا، وليحيى هذا الملقب بالهادي رأي في أحكام الفقه قد رأيته لم يبعد فيه عن الجماعة كل البعد ... إلى آخره.
  وقال نشوان الحميري في كتاب الحور العين ص ١٩٦ ما لفظه: وأول من دعا باليمن إلى مذهب الزيدية ونشر مذهب أئمتهم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولقبه الهادي إلى الحق، فنزل بين خولان، وقال:
  واللهِ واللهِ العظيم إليَّةً ... يهتزُّ عرْشُ الله منها الأعظَمُ
  إني لوِدِّكَ يا حسينُ لمضمرٌ ... في الله أبديهِ وحيناً أكْتُمُ
  إلى قوله:
  وَلوِدِّ سائرِ بيتِ آل محمد ... فودادُهم فرْضٌ عليَّ ومَغْنَمُ
  قومٌ أَدِينُ بحبّهم وبدينهم ... ونصوصهم أفتي الخصومَ وأحْكمُ
خروجه إلى اليمن:
  ولما انتشرت فضائلُه، وظهرت أنواره وشمائله، وفد إليه وفد أهل اليمن، فسألوه إنقاذهم من الفتن، فساعدهم وخرج الخرجة الأولى، ثم كرَّ راجعاً لما شاهد من بعض الجند أخذ شيء يسير من أموال الناس، فنزل بأهل اليمن من الشدائد والفتن ما لا قِبَلَ لهم به، فعاودوا الطلب وتضرّعوا إليه، فأجابهم وخرج ثانياً عام أربعة وثمانين.
  ومن كلامه المأثور: (يا أهل اليمن لكم عليّ ثلاث: أن أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله ÷، وأن أُقَدِّمَكُم عند العَطَاءِ، وأَتَقَدَّمَكُم عند اللقاء، ولي عليكم: النُّصْح، والطاعة ما أَطَعْتُ اللهَ). ولقد أقسم في بعض مقاماته أنه لا يغيب عنهم من رسول الله إلا شَخْصُهُ (إن أَطَاعُوه).