التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مقدمة الطبعة الثانية

صفحة 30 - الجزء 1

  

مقدمة الطبعة الثانية

  الحمد لله المنزِّل في أفصح بيان وأوضح برهان: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}⁣[يوسف: ٣]، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين رحمته للعالمين، وحجّته على الخلق أجمعين، أبي القاسم رسول الله وصفوة الله، محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى آله عترته الذين اختصّهم بالصلاة عليهم معه في الصلاة، وحرّم عليهم كما حرّم عليه الزكاة، وجعل أجر رسالته المودّة لذوي قرباه، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وأبانهم تبياناً واضحاً منيراً حين مدَّ عليهم كساءه، وقرنهم في وجوب التمسك بهم في خبر الثقلين المعلوم بكتاب الله:

  والقوْمُ والقرآنُ فاعْرِفْ قَدْرَهُمْ ... ثَقَلانِ للثَّقلينِ نصُّ محمَّدِ

  ولهمْ فضائلُ لَسْتُ أحصي عَدَّها ... مَنْ رامَ عَدَّ الشُّهبِ لم تَتَعدَّد

  ذلكَ فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم، ورضوان الله على صحابته الأبرار، من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

  فقد تكرّر الطلب من العلماء العاملين، والفضلاء المخلصين، لإعادة طبع شرح الزلف نفع الله تعالى به، لماّ أنّ الطبعة الأولى قد أشرفت على التمام، فكان الإسعاف لذلك المرام، وقد جمع ذلك الكتاب على صغر حجمه، وإيجاز لفظه مالم يجتمع في غيره بفضل الله تعالى وتسديده ولطفه وتأييده، واشتمل على المهم من السيرة النبوية والخلافة العلويّة، وأعلام الأمة المحمّدية، وعيون المسائل الدينية، بالأدلة العقلية والنقلية، من الآيات القرآنية والأخبار النبوية، والطرق إلى كتب الأسانيد المروية،