التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الديباجة

صفحة 33 - الجزء 1

  

الديباجة

  الحمدُ لله الذي جعل الإمامةَ للنبوّة خلفاً وتماماً، وأناطَ بهما من تبليغ أماناته وأداء رسالاته فروضاً وأحكاماً، إكمالاً منه جلّ وعلا للحجّة، وتبياناً لواضح المحجّة، فاختار من البريّة أعلاماً جعلهم أمناءَ سرّه، وحملة نهيه وأمره، فلا زال قائمُهم إماماً يتلو إماماً، أولئك الذين قرنهم الله بكتابه ورفع لهم في ملكوت قدسه مقاماً، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ٦٤}⁣[الفرقان]، ورثة الكتاب والحكمة، وهداة هذه الأمة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ٢٦٩}⁣[البقرة ٢٦٩]، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وآله الطاهرين.

  وبعد:

  فيقول المفتقر إلى الله تعالى مجد الدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن الهادي إلى الحق عزّ الدين بن الحسن لطف الله به فيما قضى، ووفّقه لما يحبّ ويرضى: هذه (التُّحَفُ الفَاطِميِّةُ عَلَى الزُّلَفِ الإمَامِيَّةِ) قد نظمها تقريباً لطالبي آثار أهل بيت نبيهم، وتسهيلاً لانتوال ذلك عليهم.

  ولماّ كان اتصال الدين بآل محمد، ومعين العلوم من مناهلهم تُوْرَد، لا جرَمَ تعيّن على من التزم الإستمساك بالعروة الوثقى، والمشي على سَنَن الفرقة الوسطى، أن لا يجهل أحوال مَنْ بهم اقتدى، وبهداهم اهتدى.