[لا معرفة للعلم وأبوابه إلا بالكشف عن حملته وأربابه]
  الأرض، ولُمَعاً من أخبارهم، وطَرَفاً من كراماتهم، ومؤلّفاتهم، وأولادهم، وأعيان علماء الأمة، ما لا يوجد في غيرها من الكتب المطوّلات والمختصرات، وقد قصدنا التقرّب إلى الله بتحصيلِ الممكن من الفوائد المهمّة، وبيان أحوال هؤلاء الأئمة، والقيام ببعض واجب حقوقهم، والانتفاع لمن وقف عليها من صالح المؤمنين كَثَّرَ الله سوادهم، وقد وقع التَّثَبُّتُ والتحرّي وإمعان النظر في تدريج الأسماء الشريفة، وأخذها من كتب أهل البيت الصحيحة.
[لا معرفة للعلم وأبوابه إلاّ بالكشف عن حَمَلَتِهِ وأربابه]
  واعلم أيها الأخ وفقنا الله وإياك أنه قد تساهل أهل هذا العصر، وأغفلوا البحث والنظر، ولم يعلموا أنه لا معرفة للعلم وأبوابه إلا بالكشف عن حَمَلَتِهِ وأربابه، وأنه لولا معرفة الآثار التي أَنْفَقَ فيها العلماء الأعلام نَفَائِسَ الأَعْمار، لما تميّز لنا الموحِّد من الْمُلْحِدِ، ولا الصادق من الكاذب، ولما عُرِفَ حملة السنة الشريفة رفع الله أحكامها وأنار أعلامها، ولانسدّت على المكلَّف أبوابُ دينه التي كلّفه الله معرفتها، والعلم دين فانظروا من تأخذون دينكم عنه، فلأجل هذا وجب البحث، ولا يكفيك أن تعرف مثلاً الباقر والصادق وزيد بن علي، والهادي، والناصر، والأئمة الأربعة، وأمثالهم الذين عِرْفَانُهم كالشمس، لا شكّ فيه ولا لبس، بل لا بد من معرفة سائر الأئمة، والمقتصدين والمتحمّلين للعلم، والبحث عن إجماعاتهم لاتباع سبيلهم وسلوك نهجهم ومعرفة أرباب العدالة، وضدها من النقلة، سواء كنت ترى الكفر والفسق للمتأوّلين سلب أهلية أو مظنة تُهَمة.
  فإن قُلْتَ كما قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى: الإرسال أسقطه، وإنكار قبولهم إيّاه سفسطة؟
  قيل له: ذاك فيما كان مرسلاً، لكن لا بدّ من معرفة المرسِل، وحفظه، وثقته، وكونه لا يرسل إلا عن عدل، مع اتفاق المذهب في العدالة، ولا طريق لمن جهل