التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

ترجمة المؤلف للسيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي ¦

صفحة 445 - الجزء 1

ترجمة المؤلف للسيد العلامة/ الحسن بن محمد الفيشي ¦

  

  والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله المطهرين، وبعد:

  فهذه ترجمة لمؤلِّف الزلف وشرحها التحف وغيرهما من النفائس الثمينة، ولقلّة عتادي وقصر باعي وكونه كالشمس رابعة النهار، والقضية المسلّمة التي لا يتسرّب إليها إنكار، فسَأَسْلُكُ مَسْلَكَ الاختصار، وكيفَ لي بالإجادة والإحاطة في صفات قدسيّة وحيدِ عصره في القيادة الروحيّة، وسفير الإسلام لتجديد مَعْرِفَةِ نُظُمِهِ الأساسيّة، وَمُنْتِجِ الثّروة العظمى من علوم العترة النبوية، وحامي سَرْحِ الشريعة المطهّرة من تيّارات المبادئ الإلحاديّة، فأقولُ:

  إن الإسلامَ ومُجْتَمَعَهُ الصحيح إنما يقومُ على أُسُسِ الهداية، وأقطابِ الدِّراية والرواية، حُجَجِ الله على خَلْقه، وأمنائه على تبليغ نَهْيه وأَمْرِه، ورثةِ الأنبياء الذين اسْتَخْلَصَهم الله ووفّقهم لقَهْرِ قوى الطبيعة، وحبّ المادة والشرف، تتفاعل أنفسهم في التصوّر المسدّد الشامل لأبعاد الملّة الحنيفية، وأسرارها ومقوّماتها، وما يلزم لها وما يتنافى معها، وبالوعي الكامل، والعقيدة الراسخة، والضمير الخالص عن جميع الروابط والملابسات والإنطباعات، بغير المناهج الإلهية، والقيم الفاضلة الزكية، ولذلك استطاعت أن تتخلّى عن الخطّ النفسي، والإتجاه العنصري، والخلق التقليدي، والجبروت التغطرسي، وقضت على جميع العقبات والحوائل دون أداء أمانتها الكبرى ورسالتها العظمى، وهي الدعوة إلى الله ورسوله، والتمشّي مع هدي الإسلام، وهذا هو الإستعلاء الحقيقي الدائم القائم، {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ