سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 228 - الجزء 1

  وثلّثَ بكم أيها المؤمنون من جنِه وإنسه، فقال عزّ من قائلٍ كريم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصل وسلم وبارك وترحم على عبدِك ونبيِّك وخيرتِك من خلقِك وصفوتِك من بريتِك أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدٍ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وبلِّغ روحَه منّا في هذه الساعةِ الطيبةِ المباركةِ أبلغَ الصلواتِ وأتمَّ التسليمِ برحمتِك يا كريمُ.

  وصل اللهم على أخيه ووصيه وبابِ مدينةِ علمهِ أشجعِ طاعنٍ وضاربٍ مولانا أميرِ المؤمنين علي بنِ أبي طالب.

  وصل اللهم على زوجتِه الحوراءِ سيدةِ النساءِ وخامسةِ أهلِ الكساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وعلى ولديهما السيدين الشهيدين والقمرين النيرين أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ، وعلى مولانا الولي بنِ الولي صاحبِ اللواءِ والمنهجِ الجلي الإمام زيدِ بنِ علي.

  وعلى إمام اليمنِ الميمون الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيم، وعلى سائر أهلِ بيتِ نبيِّكَ المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين.

  وارض اللهم عن صحابة نبيك الراشدين من صفوة الأنصار والمهاجرين، والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض عنا معهم بفضلك ومنك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك من مقامنا هذا وفي ساعتنا هذه إن ترحمنا رحمة تغنينا بها عمن سواك وتفتح لنا بها أبوابَ رضوانِك وتغمرنا بفيضِ إنعامِك، اللهم لا تدع لنا في مقامِنا هذا ذنباً إلا غفرتَه ولا هما إلا فرجتَه ولا دينا إلا قضيتَه ولا عسرا إلا يسرتَه. ولا ضالا إلا هديته ولا مظلوما إلا أعنته ونصرته ولا ظالما إلا أهلكته وقصمته. ولا طفلا صغيرا إلا هديته وربيته ولا مريضا مؤمنا إلا شفيته وعافيته.