سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 275 - الجزء 1

  يا بنَ آدم إنني لم أنسَ من عصاني فكيف من أطاعني وأنا ربٌّ رحيمٌ وعلى كل شيء قدير، يا بنَ آدمَ لا تسألني رزقَ غدٍ كما لم أطالبْك بعملِ غدٍ، يا بنَ آدمَ أنالك محبٌ فحقي عليك كُن لي مُحباً» صدق اللهُ ورسولُ الله.

  عبادَ الله: كفى بهذا الكلامِ رادعاً لمن ملك الجشعُ نفسَه وليتقِ اللهَ ربَّه، فواللهِ إن هذا القولَ لهو الفصلُ فكفى به وأعظاً، وكفى به ذكرى لمن كانَ له قلبٌ أو القي السمعَ وهو شهيدٌ، واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  

  {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}.

  * * * * *