الخطبة الثانية
  يشدُّ على بطنِه الحجرَ، بل لقد روي أنه لم يشبع من طعام قط حتى لقي ربه، وروي بأنه جهز فلذة كبده وقرة عينه فاطمة سلام الله عليها ليلة عرسها بوسادة وفروة كبش، كانت فاطمة & تعجن على شقها وتنام على شقها الآخر، ولم يكن لها من فرش في بيتها إلا أنه ÷ أمر أن يفرش لها من بطحاء الروحاء بدل الفراش، هذا وهي أحب الناس إليه وأقربهم إلى قلبه وسيدة نساء الأولى والأخرى، وهذا علي # أقبلت عليه الدنيا فأبانها ثلاثاً طلاقًا نافذاً لا رجعت فيها وكان له مدرعة يقول في وصفها (والله لقد رقعت مدرعتي حتى استحيت من رقاعها).
  فقيل له ألا تنبذها وتستبدلها بغيرها فقال له أغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السُرى، وهو القائل سلام الله عليه: (والله لدنياكم هذه أهون عندي من ورقة في فم جرادة تقضمها)، فهؤلاء أحباب الله وأكرم خلقه عليه فهل من معتبر بهم ومستأنس بقصصهم، نسأل الله القبول والسداد وأن يقنعنا من الدنيا بما رزقنا ويرزقنا التقوى والكفاف آمين رب العالمين.
  عبادَ الله: إن اللهَ أمرَكم بأمرٍ بدأَ فيه بنفسِه وثنّى بملائكتِه المسبحةِ بقدسه وثلّثَ بكم أيها المؤمنون من جنِّه وانسِه: قال عزَّ من قائلٍ كريم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
  اللهم فصلِّ وسلمْ على عبدِك ونبيِّك وخيرتِك من خلقِك الطاهرِ الأواه محمدِ بنِ عبدِ الله، وصلِّ اللهمَّ وسلم على أخيهِ وخليفتِه من بعدِه الليثِ الغالبِ مولانا أميرِ المؤمنين علي بنِ أبي طالبِ، وصلِّ اللهمَّ على زوجتِه الحوراءِ وسيدةِ النساء فاطمةَ البتولِ الزهراِء، وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين الحسن والحسين، وصلى اللهم على مولانا الولي بن الولي الأمام زيد بن علي، وعلى إمام الهدى والدين الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم، وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيِّك المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين، وارضَ اللهم عن