سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 84 - الجزء 2

  وَبَعْضُ العُلَمَاءِ يَرَى بِأَنَّ، الْحَبَّ وَنَحْوَهُ أَفْضَلُ؛ وَذَلِك لِأَنَّها فِطْرَةُ إِطْعَامٍ، وَلَا يُخْرِجُ إِلَّا مَا كَانَ طَعَامَاً.

  عِبادَ اللهِ:

  أَكْثِروُا مِنْ ذِكرِ اللهِ وَشُكرِهِ فِي هَذَا اليومِ المُبَاركِ، وَأَكْثِرُوا فِيهِ مِن الدُّعاءِ، فَإنَّ الدُّعاءَ فِيهِ مَقْبُولٌ، وإِنَّ الْمَلائِكةَ تُؤْمِّنُ عَلَى دُعَائِكُمْ، وَمَا مِنْ عبدٍ سأَلَ اللهَ فِي هَذَا اليومِ شَيْئاً إِلّا قَبِلَ اللهُ دعائَهُ، مَالَمْ يَكُنْ قَطيعَةَ رَحِمٍ، أَوْ مِمَّا لا يرضاهُ اللهُ، وأَكْثِرُوا فِي هذا اليومِ منَ الصلاةِ عَلَى نَبِيِّكْمُ الكريمِ فإنَّ في الصلاةِ عَلَيهِ أَجْراً عظيماً، وَمَا مِنْ عَبْدٍ صَلَّى عليهِ صَلَاةً وَاحدةً إِلَّا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَمَحَى عنهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ، وَأَثْبَتَ له عَشْرَ دَرَجَاتٍ.

  أَلَا وإنّ فِي الصلاةِ عَليهِ بَرَكَةً تُفْتَحُ بِها أَبْوابُ السماءِ، وَيُقْبَلُ بِها الدعاءُ، اللهمَّ فَاجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَنَوَامِيَ بَركاتِكَ وَأَتَمَّ رَحَمَاتِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيْرتِكَ من خَلْقِكَ أَبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بْنِ عبدِ اللهِ بْنِ عبدِ المُطَّلِبْ بنِ هَاشمٍ.

  وَصَلِّ اللهمَّ عَلَى أَخِيهِ وَوصيِّهِ مِنْ بَعْدِهِ أَميرِ المؤمنينَ وَيَعْسُوبِ المتقينَ مولانا الإمامِ عليِّ بْنِ أَبْي طَالبٍ، وَعَلى زَوْجَتِهِ الحَوْرَاءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وَعَلى وَلديْهما الإمامينِ الْأَعظمينِ أَبيْ مُحمدٍ الحسنِ، وَأَبيْ عبدِ اللهِ الحُسينِ، وصَلِّ الَّلهُمَّ عَلَى الْإِمامِ الوليِّ بْنِ الوليِّ أَميرِ المُؤْمنينَ زيدِ بْنِ عَلَي، وَعَلى الهاديْ إِلى الحقِّ القويمِ يَحْيَى بْنِ الحسين بْنِ القَاسمِ بْنِ إِبْرَاهيمَ، وَعَلى مَنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم من الأئمةِ الْهَادينَ دُعاةً منهمْ وَمُقْتَصَدِينَ، وَارْضَ الَّلهُمَّ عَن أَصحابِ نَبِيِّكَ الراشدينَ من المهاجرين والأنصارِ، وَارْضَ عَنّا مَعَهُمْ بِفَضْلِكَ وَمَنِّكَ يا كريمُ.

  الَّلهُمَّ ارحمْنا يا رحيمُ واغفرْ لنا يَا خَيْرَ الغافِرينَ، واعْتِقْ رِقَابَنَا مِنْ النَّارِ وَقِنَا شرَّ الأَشرارِ، الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنّا صِيَامَنَا وَقِيامَنا وَكُلَّ مَا تَقَرَّبْنَا بهِ إِليْكَ وَاجْعَلْهُ خَالِصَاً لِوجْهِكَ الكريمِ.