الخطبة الأولى
  عبادَ الله:
  هذا اليوم العظيم وما قبله وما بعده من الأيام وإن كانت أيام فرحٍ وأعيادٍ وأكلٍ وشربٍ - فهي أيضاً أيامُ ذكرٍ وشكرٍ، أيامُ طاعةٍ وعبادةٍ، أيامُ تهليلٍ وتكبيرٍ، يقول النبي ÷: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيْهَا أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ».
  فهذا اليوم هو من الأيام المعلومات التي أقسم الله بها في القرآن في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢}[الفجر]، فهذا اليوم هو وما بعده الأيامُ المعدودات التي هي أيام التشريق.
  وفي هذا اليوم وما قبله قال عز من قائل: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[الحج ٢٨]، وأراد بالأيام المعلومات أيام العشر من ذي الحجة.
  وفي هذا اليوم وما بعده قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}[البقرة ٢٠٣]، وهذه الأيام هي أيام التشريق، وهي خمسة أيام أولها يوم عرفة ويوم العيد، وثلاث بعد العيد.
  ففي هذه الأيام شُرِعَ الذكر لله تعالى والإكثار منه، فلا ينبغي الغفلة عن ذكر الله فيها فإنها أيام عظيمة وفضلها كبير والذكر فيها مشروع، ولا سيما في أدبار الصلوات.
  ففيما يروى بعد كل صلاة هو: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا اله إلا الله، و اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ولله الحمد، والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام».
  وهذا الذكر مشروع من فجر يوم عرفة إلى بعد عصر آخر أيام التشريق، هكذا روي عن النبي ÷ وعن أهل بيته الطاهرين.
  فينبغي ملازمة هذا الذكر بعد كل صلاة مفروضة ثلاث مرات وبعد كل