الخطبة الأولى
  نافلة مرة واحدة، وهو بعد الفروض سنة مؤكدة وبعد النوافل نافلة، ومن نسي ذلك بعد الصلاة قضاه في أي وقت من أيام التشريق.
  وعلينا أن نُعَلِّمَ هذا الذكر أهلَنا وأولادنا، لنكون وإياهم من الذاكرين لله، ولا نكون من الغافلين، فلا ينسينا فرحُنا بالعيد شكرَ اللهِ والثناءَ عليه بذكره على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام، كما قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥}[البقرة].
  فالله تعالى أراد منا في هذا اليوم أن نذكرَ نعمتَه ونشكرَ فضلَهُ، ونحمده ونحسن الثناء عليه، كما قال عز من قائل: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ٢٠٥}[الأعراف].
  أيها الإخوة المؤمنون،
  أنتم الآن عائدون لذبح أضحياتكم ونحر قرابينكم، وهذه هي شعيرةٌ من شعائر الدين، ونسكٌ من المناسك التي ينبغي فهمها على حقيقتها، وأداؤها كما أمر الله تعالى؛ ولهذا أحببنا أن نُعَرِّج وإياكم على ذكر طرف من أحكام الأضاحي وما شرع فيها.
  وأول ما يجب معرفته أن يعلم المضحي بأن هذه الأضحية هي سنة وليست بواجبة علينا، هذا مذهبنا.
  وهي شعيرة من شعائر الله تعالى، قال تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٣٦ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ٣٧}[الحج].
  وأن الله شرعها قربة خالصة لوجهه، فقال: لن ينال اللهَ لحومُ هذه الأضاحي