سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 90 - الجزء 2

  ولكن يناله الإخلاص فيها، وأن يكون القصد بها وجه الله وحده.

  فلا يكن القصد منها هو اللحم والأكل فقط، فلو لم يقصد القربة والسنة لم تجزه، ولو اشترك اثنان في أضحية وقصد أحدُهما السنةَ وقصد الآخرُ اللحمَ لم تجز أضحية؛ لأن الأضحية لا تتبعض.

  فكما أن الله شرع لكل صائمٍ إخراجَ الفطرة في عيد الفطر طهارةً لنفسهِ، وكل من قصر في إخراج فطرته فقد قصر في تطهير نفسه - فكذا شرع الله في عيد الأضحى التضحيةَ بقرابين الذبائح، يقول النبي ÷ فيما بلغنا عنه: «ما عَمِلَ ابنُ آدم يَومَ النَّحْرِ عَمَلاً أَحَبَّ إلى اللهِ ø مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وإن الدم ليقع من الله ø بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً».

  والأضحية هي سنة على كل مكلف بالغ عاقل ذكراً كان أو أنثى، غنياً كان أو فقيراً، ولا شيء على الصغير ولا المجنون.

  فعل هذا فإن الرجل ينوي بأضحيته عن نفسه وزوجته وأبنائه البالغين فقط، ويكفي منهم أن يأذنوا له بالذبح عنهم، فلو ذبح الرجل عنه وعن أبنائه الصغار لم تجزه؛ لعدم الشرعية في حقهم، والأضحية لا تتبعض.

  والأضحية تكون من الغنم أو من البقر أو من الإبل، فالشاة تجزئ عن ثلاثة، والبقرة تجزئ عن سبعة، والجمل يجزئ عن عشرة، هذه هي السنة لمن أراد أن يتسنن.

  ويلزم في الأضحية أن تكون قد بلغت سن الأضحية، وسن الأضحية في الغنم سنة كاملة، والمعز سنتان، وكذا البقر لا يجزئ منها إلا ذات عامين لا دون ذلك، وأما الإبل فإنه لا يجزئ منها إلا ذو خمسة أعوام كاملة، فهذا هو شرط صحة الأضحية.