الخطبة الأولى
  وقد يقول القائل إن ما كبر من الأضاحي لا يطيب أكلها.
  فنقول له: ليس المهم هو الأكل واللحم حتى نبحث عما تشتهيه الأنفس، بل القصد هو التقرب إلى الله بما شرعه علينا.
  ومن شروط الأضحية أن تكون صحيحة سليمة من كل علة وعيبٍ يُنَقِّصُ قيمتَها ويشِيْنُ صورَتَها، فلا تجزئ المريضة ولا العمياء، ولا العوراء البين عورها، ولا مقطوعة الأذن، ولا المثقوبة، ولا المشقوقة، ولا مقطوعة الذنب، ولا مكسورة القرن من أسفله مما فيه حياة.
  فهذه الأضحية وإن كان عيبها لا يؤثر في طيب لحمها فلا تجزئ؛ لأنها قربان إلى الله، ومن حق القربان أن يكون من أطيب وأفضل وأجود ما يكون، سليماً من العيوب والنقائص.
  وأما وقت الذبح فإنه يكون من بعد صلاة العيد إلى ثالث العيد، ولا يصح الذبح قبل الصلاة لقوله ÷: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا هَذِهِ - يعني العيد - وَنَسَكَ نُسُكَنَا فقد أصاب سُنَّتَنَا، وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ».
  أيها الإخوة المؤمنون
  تكلمنا فيما سبق على جانب من صفات الأضحية، والآن نتعرف وإياكم على كيفية الذبح والنية وما يندب في ذلك.
  فمن أراد أن يذبح أضحيته فعليه أن يباشر ذلك بنفسه فإن كان لا يقدر على ذلك فيندب له أن يحضر وقت الذبح وليشهد ذبيحته، كما أمر النبي ÷ ابنته فاطمة & بذلك حيث قال: «يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة من دمها ما سلف من ذنوبك».
  فإن كان هو الذابح فلينو عند الذبح أن هذه الأضحية هي عنه وعمن يشاركه، وإن كان الذي سيذبح الضحية هو غير المضحي فعليه أن ينوي عند