الخطبة الثانية
  وعلى المؤمن في مثل هذا اليوم ألا ينسى أقاربه من الموتى فهم في أحوج ما يكون إلى الصلة والصدقة والزيارة والدعاء لهم والقراءة إلى أرواحهم، فإن المرء قد يقطع الرحم ولو بعد موتها وإن كان يصلها في حال الحياة قال الهادي # في الأحكام: بَلَغَنَا عَنْ عَلِيٍّ # أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَاراً بِوَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِمَا، فَيَمُوتَانِ فَلاَ يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، فَيَكْتُبُهُ اللَّهُ عَاقًّا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ عَاقًّا بِهِمَا فِي حَيَاتِهِمَا، فَيَمُوتَانِ فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، فَيَكْتُبُهُ اللَّهُ بَارًّا».
  أيها الإخوة المؤمنون
  في مثل هذا اليوم يصل الناس قرابتهم ويزورون أرحامهم وهذا من أعظم القربات والطاعات عند الله، ولكن ليحذر المؤمن أن يخلط طاعة الله بمعصيته، وأن يلوث يده بالإثم والنظر إلى ما حرم الله، فإياكم والنظر إلى غير المحارم، وإياكم ومصافحة غير الأرحام، والخلوة مع غير المحارم، فإن ذلك من كبائر الآثام والفعل الحرام، ولا يغرنك قول من يقول: الأهم النية وصفاء السريرة وطهارة النفس فهذه مواعظ شيطانية فالنبي ÷ كان أطهر الناس قلباً وأعفهم نفساً وأبعدهم عن الحرام، ومع ذلك فإنه لم يرو عنه أنه صافح امرأة قط، ولا وضع يدَه في يد امرأة حتى مات.
  وإذا جاءته النساء يبايعنه وضع بينه وبينهن حبلاً أو عصا يمسك بطرفه وتمسك المرأةُ بالطرف الآخر، أو يضع يدَه في ماء ثم يضعن أيديهن فيه ويبايعنه كذلك، فليست قلوبُنا أطهرَ من قلبه، ولا نياتُنا أصفى من نيته، فلا تغرنا مواعظ الشيطان والجهال.
  هذا، ولنكثر في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على نبينا محمد وآله، اللهم اجعل شرائفَ صلواتِك ونوامي بركاتك على البشير النذير والسراج المنير أبي الطيب والطاهر والقاسم، محمدٍ بنِ عبدِالله بنِ عبدِالمطلب بنِ هاشم، وعلى