الخطبة الثانية
  يا بنَ آدمَ، المالُ مالي، والأغنياءُ وُكلائي، والفقراءُ عيالي، فمن بَخِلَ على عيالي أدْخِلُهُ النارَ ولا أبالي.
  يا بنَ آدمَ، لا تحزنْ على ما فاتَكَ من الدنيا، ولا تفرحْ بما أُوتيتَ منها، فإنَّ الدنيا اليومَ لكَ، وغدًا لغيرِكَ.
  يا بنَ آدمَ، اطلُبْ الآخرةَ، فإن ذَرَّةً من الآخرةِ خيرٌ لكَ مِن الدنيا وما فيها.
  يا بنَ آدمَ، تهيأ للموتِ قبلَ وُرُودِهِ، ولو تَرَكْتُ الدنيا لأحدٍ من عبادي لَتَرَكْتُها للأنبياءِ حتى يَدْعُوا عبادي لطاعتي.
  يا بنَ آدمَ كم مِن غنيٍّ قد جعلَهُ الموتُ فقيرًا، وكم من ضاحكٍ قد صارَ باكيًا بالموتِ، وكم من عبدٍ قد بَسَطُتُ له الدنيا فطغى وتركَ طاعتي حتى ماتَ عليه ودخلَ النارَ).
  نسألُ اللهَ التوفيقَ وحسنَ الختامِ.
  هذا، وصلُّوا وسلِّموا على من أمِرْتُمْ بالصلاةِ عليه قديمًا، كما قال عزَّ مِن قائلٍ حكيمٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ..
  اللهم فصلِّ وسلِّم على أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ، محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وصلِّ وسلِّم على إمامِ المشارقِ والمغاربِ، أشجعِ كُلِّ طاعنٍ وضاربٍ، أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبِ، وصلِّ اللهم وسلِّم على زوجتِهِ الغراءَ، فلذةِ قلبِ المصطفى، فاطمةَ البتولِ الزهراءَ، وصلِّ اللهم على أبي محمدٍ الحسنِ المقتولِ سُمًّا، وصلِّ اللهم على أبي عبدِ اللهِ الحسينِ المقتولِ ظلما، وعلى آلِ رسولِ اللهِ المطهرينَ، دعاةً منهم ومقتصدينَ، وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ الأخيارِ، وعنَّا ومعهم وفهيم برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
  اللَّهُمَّ لا تدعْ لنا ذنباً إلا غفرتَهُ، ولا هَمًّا إلا فرَّجْتَهُ، ولا دَيْناً إلا قضيتَهُ، ولا مريضاً إلّا شفيتَهُ، ولا ميتاً إلا رحمتَهُ، ولا عُسراً إلا يَسَّرْتَهُ، ولا عارياً إلّا كَسَوْتَهُ،