الخطبة الثانية
  عباد الله:
  علينا أن نجهدَ أنفسَنا فيما يخلِّصُها من النارِ، وأن ننقذَ أبناءَنا وأهلينا من العذابِ، حتى نجتمعَ على رضا اللهِ ونسعدَ معهم بالنعيمِ، امتثالًا لأمرِ اللهِ القائلِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
  ألا وأكثروا في هذا اليومِ وأمثالِهِ مِن الصلاةِ على رسولِ اللهِ وعلى آلِهِ امتثالاً لأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.
  اللهمَّ فاجعلْ أفضلَ صلواتِكَ ونوامي بركاتِكَ على حبيبِكَ المأمونِ، وخازنِ علمِك المخزونِ، الخاتمِ لما سبقَ والفاتحِ لما انغلقَ، والمعلنِ الحقَّ بالحقِّ، محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الطاهرِ الأواهِ، اللهمَّ فارفعْهُ بما كدحَ فيك إلى الدرجةِ العليا من جنتِكَ وآتِهِ الوسيلةَ والفضيلةَ والشرفَ الأعلى والدرجةَ العاليةَ الرفيعةَ والمقامَ المحمودَ، وأعطِهِ الحوضَ المورودَ الذي وعدتَهُ يا أرحمَ الراحمينَ، وصلِّ اللهمَّ على أخيهِ ووصيِّهِ وِ باب مدينةِ علمِهِ الأنزعِ البطينِ، بَدْرِ بَدْرٍ وحنينٍ، الفادي بنفسِهِ سيدَ الكونين، يعسوبِ الدينِ وتاجِ الموحدين، أبي الأئمةِ الأطايبِ أشجعِ طاعنٍ في سبيلِ اللهِ وضاربٍ أميرِ المؤمنين وسيدِ الوصيينَ علي بنِ أبي طالب، وعلى زوجتِهِ الحوراءِ فلذةِ كبدِ المصطفى، وخامسةِ أهلِ الكساءِ، وسيدةِ النساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وعلى ولديهما الأعظمين ريحانتي الرسولِ وسيدي شبابِ أهلِ الجنةِ الإمامين الأعظمين أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللهِ الحسين، وصلِّ اللهمَّ على الوليِّ ابنِ الوليِّ مولانا الإمامِ زيدِ بنِ علي، وعلى الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيم، وعلى مَن بيننا وبينهم من الأئمةِ الهادين، وارضَ اللهمَّ عنِ الصحابةِ الأخيارِ من المهاجرين والأنصارِ والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنا معهم بفضلِكَ ومَنِّكَ يا كريمُ.