سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 222 - الجزء 2

  {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ٦٣ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ٦٤ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ٦٥ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ٦٦ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ ٦٧ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ}

  قال ÷ فيما روي عنه: «لو أنَّ شيئًا من الزقومِ أُخرِجَ إلى الدنيا لأفسدَ على أهلِ الدنيا معايشَهم» {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ ٦ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ} {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ٤٥ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ٤٦} {مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ ١٦ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} شرابُهم الغساقُ والغسلينُ والحميمُ، وهو النتنُ والقذارةُ الذي تجمعُ من فروجِ أهلِ النارِ، وعرقِ العصاةِ، والقيحِ والقطرانِ والحيضِ والصديدِ.

  قال ÷ فيما روي عنه: «لو أنَّ دَلْواً من غساقِ أهلِ جهنمَ أُلقِيَ في الدنيا لأنتنَ أهلَ الأرضِ» يؤخذُ بكلاليبَ من حديدٍ لشدةِ حرِّهِ، ووهجِ لظاه، وما إنْ يُقَرِّبُوه من فمِهِ حتى يشويَ وجهَهُ، وتسقطَ فروةُ وجهِهِ السفلى على سُرَّتِهِ، وتنقلبَ فروةُ وجهِهِ العليا إلى قفاه {وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً}، ثم سقوه منه {وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ}.

  عباد الله:

  ما أكثرَ ألوانَ العذابِ وما أقلَّ أصحابَ العقولِ والألبابِ، وما أشدَّ القسوةَ التي رانتْ على القلوبِ، نشكو إلى اللهِ تلكَ العقولَ والقلوبَ التي قَسَتْ ورانَ عليها كسبُ المآثمِ والذنوبِ {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}

  نسألُ اللهَ السترَ والنجاةَ مِن حرِّ أليمِ العذابِ وشدةِ يومِ الحسابِ وأنْ يجعلَنا من الذاكرينَ له المتخذينَ مِنه الوقايةَ المعدينَ له الزادَ.