سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 229 - الجزء 2

  مِن الأئمةِ الهادينَ دعاةً منهم ومقتصدينَ، وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيئك أجمعين.

  وارضَ اللهم عن الصحابةِ الأخيارِ من المهاجرينَ والأنصارِ والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وارضَ عنا معهم برحمتِكَ يا كريمُ.

  اللَهُمَّ إنِّا نَعُوذُ بِكَ مَنْ نَارٍ تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَى مَنْ عَصَاكَ، وَتَوَعَّدْتَ بِهَا مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ، وَمِنْ نَارٍ نورُهَا ظُلْمَةٌ وَهَيِّنُهَا أَلِيمٌ، وَبَعِيدُهَا قَرِيبٌ، وَمِنْ نَار يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيَصُولُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض، وَمِنْ نَار تَذَرُ الْعِظَامَ رَمِيماً، وَتَسْقِي أَهْلَهَا حَمِيماً، وَمِنْ نَار لَا تُبْقِي عَلَى مَنْ تَضَرَّعَ إلَيْهَا، وَلَا تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَهَا، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى التَّخْفِيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَاسْتَسْلَمَ إلَيْهَا، تَلْقَى سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَيْهَا مِنْ أَلِيْمِ النَّكَالِ وَشَدِيدِ الْوَبَالِ، وَنعُوذُ بكَ مِنْ عَقَارِبِهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهَهَا، وَحَيّاتِهَا الصَّالِقَةِ بِأَنْيَابِهَا، وَشَرَابِهَا الَّذِي يُقَطِّعُ أَمْعَاءَ وَأَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا، وَيَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ، وَنَسْتَهْدِيْكَ لِمَا باعَدَ مِنْهَا وَأَخَّرَ عَنْهَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَجِرْنِا مِنْهَا بِفَضْل رَحْمَتِكَ، وَأَقِلْ عَثَرَاتِنا بِحُسْنِ إقَالَتِكَ، وَلَا تَخْذُلْنِا يَا خَيْرَ الْمُجيرِينَ، إنَّكَ تَقِي الْكَرِيهَةَ، وَتُعْطِي الْحَسَنَةَ، وَتَفْعَلُ مَا تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ.

  اللهم انصرِ الإسلامَ والمسلمينَ، واخذلْ أعداءَك أعداءَ الدينِ وفرِّقْ جمعَهم وشتتْ شملَهم واقطعْ دابرَهم واجعلْهم غنيمةً للمسلمينِ واكفِ المسلمينَ شرَّهم وضرَّهم يا ذا القوةِ المتين آمينَ ربَّ العالمين.

  جعلَنا اللهُ وإياكم من الرابحين السعداءِ يومَ يخسرُ المبطلونَ الأشقياءُ إن ربي وليُّ النعماءِ وكاشفُ الضرِّ والبلاءِ وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل.

  عبادَ الله:

  {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم واشكروه على نعمِه يزدْكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.