سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 53 - الجزء 1

  اللهم فصلِّ وسلمْ وباركْ وترحمْ على عبدِك ونبيِّك وخيرتِك مِن خلقِك أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدٍ المطلبِ بنِ هاشمٍ.

  وصلِّ اللهم وسلمْ على أخيهِ وابنِ عمِّه وبابِ مدينةِ علمِه أشجعِ طاعنٍ وضاربٍ علي بن أبي طالب، وعلى زوجتِه الحوراءِ خامسةِ أهلِ الكساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وصل اللهم وسلم على ولديهما الإمامينِ الأعظمينِ أبي محمدٍ الحسن وأبي عبدِ الله الحسين.

  وصل اللهم وسلم على الوليِّ ابنِ الوليِّ الإمامِ زيدِ بنِ علي، وصل اللهم وسلم على الإمام الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ، وصل اللهم وسلم على سائرِ أهلِ بيتِ نبيئِكَ المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين.

  وارضَ اللهم عن الصحابةِ الأخيارِ من الأنصارِ والمهاجرين، وعنَّا معهم بفضلِكَ ومنِّكَ يا كريم.

  اللهم اجعلِ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلوبِنا، وشفاءَ صدورِنا، وجلاءَ حزنِنا وذهابَ همِّنا وغمِّنا، اللهم زينْ به ألسِنَتنا وجملْ به وجوهَنا، وقَوِّ به أجسادَنا، وارزقنا حقَّ تلاوتِه على طاعتِك آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ.

  اللهم اجعل القرآنَ لنا إماماً، ومن النارِ حجاباً، واجعله قائداً لنا إلى الجنةِ، لا سائقاً لنا إلى النارِ، اللهم اجعلنا ممن يتلونَهُ حقَّ تلاوتِه، ومِن المتدبرين لآياتِه، وممن يحكمونَه في جميع أمورِهم، ومن الذين يُحلون حلالَه ويحرمون حرامَه، آمين.

  اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، وانصر الحقَّ والمحقين، واخذل الباطلَ والمبطلين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمر أعداءَك أعداءَ الدين، واجعلهم غنيمةً للمسلمين، واكفنا شرَّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها، إنك قريبٌ مجيبٌ.

  اللهم اجعل هذا البلدَ آمناً وسائرَ بلادِ المسلمين، واكفنا ما أهمنا في دنيانا والدينِ، واسقنا الغيثَ وأمِّنَّا من الخوفِ، ولا تجعلنا من القانطين. وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.