سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 261 - الجزء 2

  ثم قالَ تعالى: {أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً} ثم ختمَ اللهُ تعالى هذا البيانَ بقولِهِ: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}

  وحاصلُ القولِ أنه وإن وُجِدَ في أيِّ زمانٍ رجلٌ عادلٌ ومصلحٌ، ولكنَّهُ على غيرِ ملةِ الإسلامِ، ولا يدينُ للهِ بالعبوديةِ فلا استحقاقَ لهُ في وراثةِ الأرضِ والوصايةِ على أهلِها.

  {هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ١٣٨ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ - [ولكن على شرط] إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}

  عبادَ الله:

  إنَّ يومَكم هذا مِن شعائرِ اللهِ التي أمرَ اللهُ بتعظيمِها وضاعفَ الأجرَ للمطيعينَ فيها، فعظِّمُوا هذا اليومَ بالعملِ وأَجِلُّوهُ بتركِ العصيانِ، وأكثروا فيهِ من الصلاةِ والسلامِ على نبيِّكم الكريمِ امتثالًا لأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصلِّ وسلِّمْ على أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على أخيهِ ووصيهِ مِن بعدِهِ الليثِ الغالبِ مولانا الإمامِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وصلِّ اللهمَّ على زوجتِهِ الحوراءِ فلذةِ كبدِ المصطفى فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وعلى ولديهما الإمامينِ الأعظمينِ أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللهِ الحسين، وصلِّ اللهمَّ على مولانا الإمامِ الوليِّ بنِ الوليِّ زيدِ بنِ عليٍّ، وصلِّ اللهمَّ على الإمامِ الهادي للحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ، وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيئِكَ المطهرينَ دعاةً منهم ومقتصدينَ، وارضَ اللهمَّ عن صحابةِ نبيِّك الأخيارِ مِن المهاجرين والأنصارِ،