سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 264 - الجزء 2

  أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له ... وأنت أحييت أجيالا من العدم

  عبادَ الله:

  أهنئُكم وأهنِّئُ نفسي وأهنئُ العالمَ الإسلاميَّ مِن أقصاهُ إلى أدناه بذكرى مولدِ سيدِ البشريةِ وقائدِها الأطهرِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ ÷، وإنه لَمِن دواعي الفخرِ والاعتزازِ أنْ يتكلمَ الإنسانُ عن أعظمِ شخصيةٍ عرَفَها التاريخُ، وعن أفضلِ مَن سارَ على وجهِ البسيطةِ، ووطئَ الثرى بقدميهِ، نتكلمُ عن الإنسانِ الكاملِ في خَلْقِهِ وخُلُقِهِ، التامِّ في عقلِهِ ورشدِهِ، الذي سَخَّرَ حياتَهُ مِن أجلِ إسعادِ البشريةِ وهدايتِهم، مِن أجلِ إنقاذِهم من الضلالِ والضياعِ وإخراجِهم مِن الظلماتِ إلى النورِ، فإلى جسدِهِ الطاهرِ، وإلى نفسِهِ الزكيةِ نُهدي أفضلَ الصلواتِ وأزكى التحياتِ، وأعظمَ البركاتِ، نسألُ اللهَ العليَّ الأعلى أن يبلِّغَها روحَهُ ويتقبلَها منا إنه سميعٌ مجيب.

  عبادَ الله:

  لا تستكثروا على أنفسِكم سماعَ ذكرِ المصطفى ÷ ولا تَمِلُّوا ذكرَ أحاديثِهِ، وقصصَ حياتِهِ، واعلموا بأن ذكرَهُ عبادةٌ، والصلاةَ عليهِ قربةٌ وفيها مِن الثوابِ والفضلِ ما لا يعلمُهُ إلا اللهُ، فشرِّفوا أسماعَكم بذكرِهِ، وطيِّبُوا أفواهَكم بالصلاةِ عليهِ وعلى آلِهِ، وزيِّنُوا مجالسَكم بأحاديثِهِ وسيرتِهِ، فإنَّ في ذلك العبرةَ والعظةَ لِمَن اهتدى بهديهِ، ولكم في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ لِمَن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخر.

  عبادَ الله:

  إنَّ الخوضَ في سيرةِ الرسولِ والتتبعِ لآثارِهِ يورثُ النفسَ التعلقَ بهِ ويثمرُ حبَّهُ ومودتَهُ، وذلك المقصدُ والمرادُ، فكَمْ مِن جاهلٍ بحقِّ رسولِ اللهِ ÷، وكمْ مِن مستخفٍ بمقامِهِ وجاحدٍ لمعروفِهِ وذلك بسببِ جهلِهِ لسيرتِهِ فتراه