سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 316 - الجزء 2

الخطبة الأولى

مولد الإمام علي # ١٣ رجب

  

  الحمدُ للهِ قدمَ مَن شاءَ بفضلِهِ وأخَّرَ مَن شاءَ بعدلِهِ، لا يعترضُ عليه مخلوقٌ بعقلِهِ، ولا يسألُهُ عن علةِ فعلِهِ سبحانَهُ وتعالى، لا يُسْأَلُ عما يفعلُ وهم يُسألون.

  وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، لَهُ الملكُ وله الحمدُ يحيى ويميتُ بيدِهِ الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

  وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، اختارَهُ اللهُ لتبليغِ رسالتِهِ وأداءِ أمانتِهِ فبلغَ الرسالةَ وأدى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ حتى أتاه اليقينُ.

  فصلواتُ اللهِ عليهِ وعلى آلِهِ الأكرمين مِن يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ وسلَّم تسليماً كثيراً.

  أولئك أبناءُ النبيِّ محمدٍ ... فقل ما تشا فيهم فإنك لا تغلو

  فروعٌ تسامتْ أصلُها سيدُ الورى ... وحيدرة يا حبذا الفرع والأصلُ

  أما بعدُ:

  عبادَ الله:

  نحمدُ اللهَ تعالى على نعمةِ الإيمانِ ومِنَّةِ الإسلامِ، ونشكرُهُ ø على الهدايةِ والتوفيقِ إلى أوضحِ طريقٍ.

  فنعمةُ الدينِ نعمةٌ عظيمةٌ من واجبِنا كمسلمين أن نُقَدِّرَ هذه النعمةَ، وأن نحمدَ اللهَ عليها وأن نسألَهُ الثباتَ عليها وأن يتوفانا غيرَ منحرفين عنها، وكذا فإن من واجبِنا أن نشكرَ فضلَ أولئكَ المؤمنينَ السابقينَ الذين لولا فضلُ