الخطبة الأولى
  جهودِهم وكفاحِهم من أجلِ صونِ هذا الدينِ لما وصل إلينا، رجالٌ مضوا إلى ربِّهم ورحلوا عن هذه الدنيا بعد مشوارٍ طويلٍ في حمايةِ هذا الدينِ وصونِهِ ورفعِ منارِهِ، حملوا الدينَ على عواتقِهم وبذلوا في سبيلِ وصولِهِ إلينا أرواحَهم ودماءَهم.
  إنهم أصحابُ وتلامذةُ رسولِ اللهِ الأخيارُ وأبناؤُه من الأئمةِ الأطهارِ الذين أفنوا أعمارَهم في نشرِ الدينِ وإقامةِ العدلِ ولولاهم ما قامَ للإسلامِ قائمةٌ.
  لم يبخلوا بشيءٍ من أجلِ الدينِ، ولم يقصروا ولم يتوانوا في سبيلِ سعادتِنا ونجاتِنا.
  سفكوا دماءَهم لتصانَ دماؤُنا، أزهقوا أرواحَهم لتحيا كرامتُنا، أتعبوا أنفسَهم لترتاحَ أنفسَنا.
  نحن الذين بخلنا عليهم وقَصَّرْنا في حقِّهم وتجاهلنا فضلَهم وأنكرنا جميلَهم، لم نُقدرِ الجهدَ الذي بذلوه من أجلِ حفظِ هذا الدينِ الذي هو سرُّ سعادتِنا وفلاحِنا {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
  عبادَ الله:
  عرفاناً مِنَّا بفضلِهم وتقديراً لمعروفِهم الذي أسدوه إلينا يسرُّنا أن نعطرَ مسامعَنا بقصةٍ من قصصِ أولئك الركبِ الصالحِ والرجالِ الأوفياءِ الذين تفانوا في خدمةِ هذا الدينِ. وضيفُنا لهذا اليومِ هو إمامُ الأئمةِ وقائدُ الأمةِ الإمامُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ كرم الله وجهة في الجنةِ وصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه، والذي يوافقُ هذه الأيام ذكرى ولادتِهِ المباركةِ، سلامُ اللهِ عليه.
  إنه وصيُّ رسولِ اللهِ ÷ وأخوه وابنُ عمِّهِ وزوجُ ابنتِهِ الزهراءِ سلامُ اللهِ عليهم أجمعين.