الخطبة الثانية
الخطبة الثانية
  مولد الإمام علي #
  
  الحمدُ للهِ مالكِ الملكِ يؤتى الملكَ مَن يشاءُ وينزعُ الملكَ ممن يشاءُ ويعزُّ مَن يشاءُ ويذلُّ مَن يشاءُ بيدِهِ الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ.
  وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، صلى الله عليه وعلى آلِهِ الطاهرين من يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ.
  أما بعدُ
  عبادَ الله:
  لقد كانت حياةُ أميرِ المؤمنينَ حافلةً بالبذلِ والعطاءِ، وكانت مواقفُهُ الخالدةُ تجاهَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أكبرَ شاهدٍ على وفائِهِ وتضحياتِهِ في سبيلِ نصرةِ اللهِ ورسولِهِ، فلقد نَذَرَ حياتَهَ لخدمةِ الدينِ وقَدَّمَ روحَهُ على كفِّهِ رخيصةً في سبيلِ إعلاءِ كلمهِ اللهِ، ولم يتخلفْ ولم يتوانَ عن أمرٍ بهِ صلاحُ الأمةِ، بل إنه وبعدَ الهجرةِ المباركةِ لم يتخلفْ عن معركةٍ أو جهادٍ، ولم تدقْ طبولُ حربٍ إلا كان عليٌّ في مقدمةِ الصفوفِ، ولم يزحفْ جيشٌ إلا وعليٌّ حاملُ لوائِهِ أو قائدُ فرسانِهِ، وإذا ادْلَهّمَّتِ الخطوبُ وحارتِ الأفكارُ وتأخرتِ الفرسانُ كان عليٌّ الحكمَ الفصلَ وسيدَ الموقفِ.
  من استقامت ملة الباري به ... وعلت وقامت للعلا أسواقُ
  ولمن إليه حديث كل فضيلةٍ ... من بعدِ خيرِ المرسلين تساقُ
  وأبو الأولى فاقوا وراقوا الأولى ... بمديحهم تتزينُ الأوراقُ