الخطبة الأولى
  ولنتخذْ من سيرِ الأولياءِ والصالحين أسوةً فإن قصصَهم خيرُ قدوةٍ {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
  عبادَ الله:
  إن لنا في هذا اليومِ وقفةٌ مع طودٍ شامخٍ من أعلامِ الهدايةِ، ونبراسٍ وَضَّاء يسيرُ على نهجِهِ المتقون وأحدِ أباةِ الضيمِ.
  إنه الإمامُ المجاهدُ المجددُ لدينِ اللهِ الصابرُ المثابرُ الإمامُ زيدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بن أبي طالبٍ $، إمامُ الزيدية وقائدُها ومؤسسِ قواعدِها، قدوتُنا ومفخرةُ مذهبِنا.
  كلٌّ يُقّصِّرُ عنْ مَدَى مِيْدَانِهِ ... وَهُوَ الْمُجَلِّي في الكرامِ بِلا مِرَا
  باللهِ أقسمُ إنه لأجلُّ مَنْ ... بعدِ الوصيِّ سِوَى شَبِير وشُبَّرا
  قَدْ فَاقَ سادةَ بيتِهِ بمَكَارِمٍ ... غَرَّاءَ جلَّتْ أنْ تُعَدَّ وتُحْصَرا
  إنه زيدُ بنُ عليٍّ حفيدُ رسولِ اللهِ الذي بذلَ نفسَهُ ومهجتَهُ من أجلِ إصلاحِ أمرِ أمةِ جدِّهِ رسولِ اللهِ ÷، الحريصُ على خدمةِ الدينِ وإصلاحِ أمرِ المسلمين، القائلُ سلامُ اللهِ عليه: (والله لوددتُ أنَّ اللهَ أصلحَ الإسلامَ بي، وأن يدي معلقةٌ بالثريا، ثم أهوي إلى الأرضِ فلا أصلُ إلا قطعًا)، وقوله #: (واللهِ لو أعلمُ أنه تؤججُ لي نارٌ بالحطبِ الجزلِ فأقذفُ فيها وأن اللهَ أصلحَ لهذه الأمةِ أمرَها لفعلتُ).
  هو حجةُ اللهِ الذي نَعَشَ الهُدَى ... وحبيبُهُ بالنَّصِّ مِنْ خيرِ الوَرَى
  ومُزَلْزِلُ السَّبْعِ الطِّبَاِق إذا دَهَى ... ومًزَعْزِعُ الشُّمِّ الشَّوَامِخِ إنْ قَرَا
  إنه ابنُ زينِ العابدين، وحفيدُ رسولِ ربِّ العالمين.
  تربى في أحضانِ الرسالةِ، ونشأَ في مهبطِ الوحي، وترعرعَ في بيتِ النبوةِ بين