سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 111 - الجزء 1

[١٠] - معرفة الله

الخطبة الأولى

  

  الحمد لله المذكورِ بكلِّ لسان، المشكورِ على الإحسانِ، خلق الخلقَ ليعبدوه، وأظهرَ لهم آياتِه ليعرفوه، ويسَّرَ لهم طرقَ الوصولِ إليه ليصلوه فهو ذو الفضلِ العظيمِ والخيرِ الواسعِ العميم.

  وأشهد ألّا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ يحيي ويميتُ بيده الخيرُ وهو على كل شيءٍ قدير، لا تدركه الأبصارُ وهو يدركُ الأبصارَ وهو اللطيفُ الخبيرُ، ليس كمثلِه شيءٌ وهو السميعُ البصير.

  وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه البشيرُ النذيرُ، مفتاحُ البركةِ وقائدُ الخيرِ صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلمَ تسليماً كثيراً.

  أما بعد:

  عبادَ الله: إن أولَ ما يجبُ على المكلفِ هو العلمُ باللهِ ومعرفتُه، والإيمانُ به والإقرارُ له تعالى بالربوبيةِ والوحدانيةِ، والإيمانُ بأسمائِه الحسنى وصفاتِه العظمى، وتقديسُه، وتنزيهه من الظلمِ والعبثِ، ومشابهةِ الخلقِ.

  ألا وإن رسولَ الله ÷، قد أبانَ ذلك الأمرَ لنا بنصٍّ صريحٍ حين جاءه رجلٌ يسألُه، فقال: علمني من غرائبِ العلم.

  فقال له الرسولُ ÷: «وماذا صنعتَ في رأسِ العلمِ حتى تسألَني عن غرائبِه؟» قال: وما رأسُ العلمِ يا رسولَ اللهِ؟ فقال: «أن تعرفَ اللهَ حقَّ معرفتِه»، قال: وما معرفةُ اللهِ حقَّ معرفتِه؟ قال: «أن تعرفَه بلا مثلٍ ولا شبيهٍ، وأن تعرفَه إلهاً واحداً، أولاً ظاهراً، باطناً، لا كفؤَ له ولا مثلَ له».

  هكذا ينبغي أن نكونَ جميعاً.