الخطبة الأولى
[١٦] - فضل يوم الجمعة
الخطبة الأولى
  
  الحمد لله رب العالمين الذي شرعَ لنا من أحكامِ دينهِ ما هو كفيلٌ بالسعادةِ وضاعفَ لنا بالحسنى وزيادة، الحمد لله الذي أمدنا بنعمِه المتتاليةِ وأسبغَ علينا آلائَه المتواليةَ ووهبنا يومَ الجمعةِ المجيد وجعله للمؤمنين عيدا.
  ونشهد ألّا إله إلا هو الحيُّ القيومُ الذي لا تأخذُه سنةٌ ولا نومٌ.
  ونشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه الذي أبان بنهجِه أوضحَ السبل فختم به الرسلَ صلى الله عليه وعلى آله أفضلَ الصلاة والتسليم.
  أما بعد
  عبادَ الله: اعلموا رحمني الله وإياكم بأننا في يومٍ عظيمٍ شرفَه الله وكرمَه وجعلَه عيداً لأمةِ محمدٍ ÷ فيه خلقَ اللهُ آدمَ، وفيه ساعةٌ لا يسألُ العبدُ فيها ربَّه إلا أعطاه مالم يسألْه حراماً، بل إن يومَ الجمعةِ هو من أعظمِ الأيامِ وأشرفِها وأعلاها عند الله شأناً وأرفعها فقد رُوِي عن النبي ÷ أنه قال: «الجمعةُ حجُّ المساكين وهي عيدٌ لأمتي في الدنيا وعيدٌ لأهل الجنةِ في الجنة» أي أن للضعفاء والمساكين الذين لا يقدرون على الحجِّ في هذا الزمان فرصةً يستطيعون أن يعوضوا ما فاتَهم من أجرِ الحجِّ إلى بيتِ اللهِ فقد ضاعفَ اللهُ فيه الأجرَ وأجزلَ فيه الثوابَ على الأعمالِ فقد ورد عن النبي ÷ أنه قال: «أكثروا من الصلاةِ والصدقةِ يومَ الجمعةِ والصلاةِ علي فإنه يومٌ تضاعفُ فيه الأعمالُ» وكذا فإن في ليلةِ الجمعة من الفضلِ مثل يومها لقوله ÷: «أربع ليالهنّ كأيامهِنّ وأيامُهُنّ كلياليهِنَّ يجزلُ اللهُ فيها القسمَ ويعطي فيها الجزيلَ ليلةَ الجمعةِ وصبيحتها، وليلةَ النصفِ من شعبان وصبيحتها، وليلةَ القدرِ وصبيحتها، وليلةَ عرفةَ وصبيحتها».