سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 151 - الجزء 2

  الاستعداد لليوم الآخر

الخطبة الثانية

  

  الحمدُ للهِ ذي العَرْشِ العَلِيّ، والبَطْشِ القَوِيّ، والعِزِّ الأَبَدِيّ، والوَعْدِ الوَفِيّ، لا مُعْطَ لما مَنَعَ، ولا رَافِعَ لما وَضَعَ، ولا فاتِحَ لما أَغْلَقَ، ولا رَاتِقَ لما فَتَقَ، ولا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عن سَمْعٍ، ولا يُذْهِلُهُ عَطاءٌ عن مَنْعٍ، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} وَلَهُ مقَاليدُ الأَشْيَاءِ، وإليه تصيرُ الأمورُ.

  وأشهد ألَّا إله إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، مُنْعِمٌ عَجَّتْ بثَنَائِهِ الألسُنُ والأصواتُ، ومُكْرِمٌ رَجَتْهُ الأحياءُ والأمواتُ.

  وأشهد أنَّ محمداً عبدُهُ الكريمُ، ورسولُهُ الرحيمُ، ونبيُّهُ الذي لا يَضِيمُ، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ...

  أما بعد

  اعلموا عباد الله أنَّ اللهَ أمرَكم بأمرٍ بدأ فيهِ بنفسهِ، وثَنَّا فيهِ بملائكتِهِ المسبحة بقُدْسِهِ، وثَلَّثَ بكم أيُّها المسلمونَ من جنِّهِ وإنسِهِ، فقال عزَّ مِن قائلِ عليمٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ..

  اللهم فصلِّ وسلِّم على أبي الطيب والطاهر والقاسم، محمدِ بنِ عبدِ اللهِِ بنِ عبدِ المطلب بنِ هاشمِ، وصلِّ وسلِّم على إمامِ المشارقِ والمغاربِ، أشجعِ كلِّ طاعنٍ وضاربٍ، أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، وصلِّ اللهم وسلِّم على زوجتِهِ الغَرَّاءَ، فلذةِ قلب المصطفى، فاطمةَ البتولِ الزهراءَ، وصلِّ اللهم على أبي محمد الحسن المقتول سُمّاً، وصلِّ اللهم على أبي عبدِ اللهِ الحسينِ المقتولِ ظُلما، وعلى الوليِّ بن الوليِّ زيدِ بن عليٍّ، وعلى الهادي إلى الحقِّ يحيى بنِ الحسين بن