سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 276 - الجزء 2

الخطبة الأولى

مولد الرسول الأكرم

  

  الحمدُ للهِ الذي أرسلَ رسولَهَ بالهدى ودينِ الحقِّ ليظهرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولو كرِهَ المشركون.

  الحمدُ للهِ الذي أرسلَ إلينا محمداً رسولًا، وجعلَهُ محمودًا، أحمدُ من جعلَ محمداً علمًا، وسماهُ نورًا، ولقَّبَهُ سراجًا.

  أحمدُ من وَسَمَ محمداً بالنبوةِ، وألبسَهُ الكرامةَ، وتوَّجَهُ بالرسالةِ، لك الحمد:

  يا من خصَّ أحمد واصطفاه ... وأعطاه الرسالة والكتابا

  وقرَّبه وسماه حبيبا ... وأعتق من شفاعته الرقابا

  لك الفضل المبين على عطاء ... مننت به وضاعفت الثوابا

  وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ الملكُ الحقُّ المبينُ، بعثَ الرسلَ مبشرينَ ومنذرينَ، وأيَّدَهم بالحججِ والبراهينِ، وجعلَهم أعلامًا للدينِ، وقادةً لعبادِهِ المؤمنينَ، وجعلَهم خلائفَ الأرضِ، وحججاً على العالمين، لئلا يكونَ للناسِ على اللهِ حجةٌ بعدَ الرسلِ.

  فلَهُ الحمدُ ولهُ الشكرُ على ما أسبغَ علينا من النعمِ والآلاءِ المتواليةِ، والفضائلِ المتتاليةِ ظاهرةً وباطنةً، ألا وإنَّ مِن أجلِّ نعمِهِ علينا أنِ أرسلَ إلينا رسولًا من أنفسِنا، وابتعثَهُ رحمةً للعالمين، وراحةً للمؤمنين، ونبراسًا للمهتدين.

  وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المخصوصُ بالكرامةِ، اختصَّهُ اللهُ بالكتابِ، واصطفاهُ مِن أشرفِ الأنسابِ وأزكى الأحسابِ وأطيبِ الأصلابِ وأطهرِ الأرحامِ، فكانَ أطهرَ الناسِ قلبًا، وأزكاهم عقلًا، وأشرَفَهم فرعًا وأصلًا.