سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 342 - الجزء 2

الخطبة الثانية

  فاجعة كربلاء

  في العاشر من محرم الحرام

  [تنبيه: هذه الخطبة مطولة، أعدت خصيصا بإقامة المأتم الشريف، ينبغي للخطيب أن يختصر منها للجمعة بقدر الحاجة]

  

  الحمدُ للهِ العزيزِ الجبارِ، الواحدِ القهارِ، مكورِ الليلِ على النهارِ، وعَدَ مَن أطاعَهُ بالجنةِ، وأوعدَ من عصاه النارَ.

  وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، نَصَرَ عبدَهُ، وأعزَّ جندَهُ، وهزَمَ الأحزابَ وحدَهُ، ولا شيءَ بعدَهُ.

  وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، وخيرتُهُ من خلقِهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وعترتِهِ الطاهرينَ وسلَّم تسليماً كثيراً.

  أما بعدُ:

  عبادَ الله:

  بَعَدَ أيامٍ قلائلَ مِن ذهابِ مسلمِ بنِ عقيلٍ إلى الكوفةِ تَحَرَّكَ الموكبُ المباركُ مُيَمِّمًا وجهَهَ تلقاءَ الكوفةِ وفي مقدمتِهِ سبطُ رسولِ اللهِ الحسينُ بنُ عليٍّ # وأهلُ بيتِهِ.

  تحرَّكَتْ تلكَ القافلةُ مودعةً الديارَ المقدسةَ والبلدَ الحرامَ وهي تتألمُ حزنًا على فراقِ الأصحابِ والخلانِ والديارِ التي بها نشأوا، وكأن التاريخَ يعيدُ نفسَهُ ويُذَكِّرُنا بخروجِ رسولِ اللهِ ÷ حين كادَهُ المشركونَ ليقتلوه فخرجَ إلى المدينةِ مهاجراً وقلبُهُ يتقطعُ ألماً وحزناً على فراقِ مكةَ.