الخطبة الأولى
الخطبة الأولى
استشهاد الإمام زيد بن علي # الجمعة ٢٥ محرم
  
  الحمدُ للهِ وليِّ المؤمنين، وكهفِ المظلومين، وناصرِ المستضعفين، نحمدُهُ على ما كان وعلى ما بقيَ، ونسألُهُ العفوَ والسلامةَ في جميعِ أمورِنا.
  اللهم إنا نسألُكَ حسنَ الخاتمةِ والسدادَ، ونسألك التوفيقَ والرشادَ.
  اللهم جنبنا البلاءَ، واصرف عنا الوباءَ، وقنا شرَّ الأعداءِ، فإنا نشهدُك وكفى بك شهيدًا أنكَ أنت اللهُ الذي لا إله إلا هو، عدلٌ في الحكمِ، قائمٌ بالقسطِ، رؤوفٌ بالعبادِ.
  ونشهدُ أن محمداً عبدُكَ ورسولُكَ، وأمينُكَ على وحيك، الخاتمُ لما سبقَ، والفاتحُ لما انغلقَ، ومعلنُ الحقَّ بالحقِّ، بلغ رسالتَكَ وأدى أمانتَكَ وجاهدَ في سبيلِكَ حتى أتاه اليقينُ، فصلواتُ اللهُ عليه وعلى آلِهِ وعترتِهِ الأكرمين دائمًا أبدًا من يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ.
  أما بعدُ:
  عبادَ الله:
  إننا في زمنٍ هو آخرُ الزمانِ، ومحطُّ البلوى والامتحانِ، والفتنُ فيه قد عَمَّتْ، والبلايا قد طَمَّتْ، والناجي من لزمَ الصراطَ، واستمسكَ بالسنةِ والكتابِ، وسلكَ سبلَ الهداةِ المهديين من ذريةِ خاتمِ النبيين صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ القائلِ فيهم: «إني تاركٌ فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تظلوا من بعدي أبدًا: كتابَ اللهِ وعترتي أهلَ بيتي، إن اللطيفَ الخبيرَ نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوضَ».
  وزمنُنا هذا هو كغيرِهِ من الأزمانِ، كلُّهُ تعبٌ ومشقةٌ، مليءٌ بالآلامِ والأحزانِ والمتاعبِ والمصاعبِ، فلا يكادُ عامٌ أن يمرَّ، ولا زمنٌ أن يمضيَ إلا ويحملُ بين