رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 25 - الجزء 1

  أخلاقه ما يستحقه من الحسنات، وهي التجارة التي لن تبور.

  هذا، وليعلم كل مكلف في هذه الدنيا العاجلة أنها لا تتحقق المطالب ولا تتم الرغائب إلا لمن جاهد نفسه وأرغمها، ونظر في عاقبة أمره، وتشوق إلى ما شوقه الله من النعيم الدائم، وطمع غاية الطمع في أمان الله له عند الموت، وتشوق إلى ستر الله عليه يوم القيامة، وتدبر آيات الله التي وعد الله سبحانه وتعالى فيها عباده المؤمنين بما يسرهم وتطرب لها قلوبهم، من ذلك الأمان عند الموت، وقد تقدم ذكر ذلك، ومن ذلك إخبار الملائكة $ للمحتضرين أنهم هم الذين يتولون معاملتهم يوم القيامة وذلك في قوله تعالى: {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}⁣[فصلت: ٣١]، ومن ذلك بياض وجوههم قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}⁣[آل عمران: ١٠٦]، ومن تلك البشائر أنه تبارك وتعالى سماهم وفده في قوله: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ٨٥}⁣[مريم]، وقوله ø: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ٨ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ٩}⁣[الانشقاق]، وحكايته لحال المؤمنين والمؤمنات بقوله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ}⁣[الحديد: ١٢]، وكل ذلك في عرصة القيامة، فلما قربوا من جنات النعيم وشاهدوا وميض أنوارها، وسُمُوّ قصورها، كادت قلوبهم أن تطير فرحاً لما عاينوا، وبهتوا مما شاهدوا، حكى الله ذلك في