رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 24 - الجزء 1

  حقيراً بين الناس، فتشعر بالراحة والسرور من خلال نظراته إليك وحسن كلامه، ألا تحس بالفارق بين الشخصين.

  نعم، بعض الأطباء كذلك همه مصلحته ولو كان المريض بسبب فقره عارياً، بينما ترى طبيباً آخر يضحك في وجه المريض ويطمئنه، ويدخل السرور على مرافقه، ويبشرهما بالثواب والرضى من الله بسبب ما هما فيه من الألم والهم، فيحسان أنهما وقفا بين يدي أب حنون، تغمرهما الراحة والسرور مع ما هما فيه، يملك قلبيهما، ويحسان أنهما وجدا ضالتهما المنشودة، إنْ صبَّرهما تلقيا كلامه بالقبول، وإذا وعظهما أن ما خسراه فهو في ميزان حسناتهما، أدخل عليهما غاية السرور الذي هو من أوجب المغفرة بخبر رسول الله ÷، فأنت أيها الطبيب بهذه المعاملة الطيبة تحوز الحظين معاً، أجرتك العاجلة، وثواب حسناتك الآجلة، وليت إخواننا الأطباء يعقلون هذه الحكمة، ما أحلى وألذ الماء البارد عند العطشان في الحر الشديد!

  نعم، يقول المصطفى ÷: «الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها» فالطبيب الذي همه جمع المال يمسي وقد حاز شيئاً من المال، وما هي إلا أيام وليال وقد خسر ذلك المال أو فارقه بالموت وتركه لغيره، بينما الآخر يمسي وقد حصل على ما كتب الله له من الرزق الحلال، أما الحرام فليس رزقاً على الإطلاق، وقد كتب له مَلَكُ اليمين بسبب تعطفه وتلطفه وحسن