رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 27 - الجزء 1

  المناظر بديلاً، أنهار من جميع الأشربة مطردة، وكراسي من ذهب مطرزة بأنواع الجواهر، تكاد تخطف أبصار الناظرين، {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ٢٣}⁣[الطور]، {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ٦}⁣[الإنسان]، {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ٤٨}⁣[الصافات]، بسماتهن والنظر في ملامح وصفحات وجوههن تعافي من الأسقام وتغني عن الشراب والطعام، خلقت كسوتهن خلقاً، إذا ابتسمت واحدة منهن شع من أسنانها نور فيتساءل جيرانها وجيران زوجها: ما هذا النور؟ فيجيبهم مجيب: حوراء ضحكت في وجه زوجها، فأين الخاطبون يا معشر الغافلين؟!

  ألا تسمع لقول ربنا وخالقنا: {وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣}⁣[الواقعة]، وقوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ٤٨ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ٤٩}⁣[الصافات].

  وكم صور الله تبارك وتعالى تلك المشاهِد في أشرف كتاب نزل على خير نبي ÷ قال عظم شأنه وعز سلطانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ٩ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}⁣[يونس]، قوله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ