رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 28 - الجزء 1

  اللَّهُمَّ} تعجب مما رأوا، وتعظيم منهم لما شاهدوا، فلا يرون شيئاً مما ملَّكهم الله وأعده لهم إلا تعجبوا غاية العجب، وطفح الحمد من ألسنتهم، مع ما هم فيه من راحة القلوب وسرور الأفئدة، ومن تعظيم الخدم وجمال غلمانهم الذين يصرِّفون المشروبات، كما قال تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ١٩ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ٢٠ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢١ وَحُورٌ عِينٌ ٢٢ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ٢٣ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ٢٥ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ٢٦}⁣[الواقعة]، قد وضعت لهم كراسي وأسرة بين غابات الجنان، الأثمار عليهم متدلية كما قال تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ٢٣}⁣[الحاقة]، وشتلات الورود قد حفت بهم، تجري من تحتهم أنهار من عسل مصفى ومن لبن وخمر وماء غير آسن، لا يوجد شيء من المنغصات يكدر عليهم صفوهم، وهم يعلمون مع ذلك كلهم أنهم في تلك الجنان وبين ذلك النعيم خالدون، حتى أفصحوا عن ذلك قائلين: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}⁣[فاطر: ٣٤]، فلا هم ولا غم ولا حزن ولا شيخوخة ولا فقر ولا مرض ولا معاداة أو أذى، كل واحد منهم سلم لإخوانه، {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ٦٩}⁣[النساء]، وقول الله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ٥٥