نص الرسالة
  
  الحمد لله الذي جعل خلقنا من دلائل قدرته وبدائع حكمته، ركب فينا عقولاً، نعمة منه علينا، وحجة ناطقة بإحسانه وكرمه إلينا، نعمه علينا لا تعد، وخزائن كرمه لا تنفد، مفاتيح خزائنه حمده وشكره، وعنايته بعبده مقرونة بذكره، من سلك طريق الهدى زاده بصائر في دينه، وثباتاً في يقينه، ومن تمادى في غيه وتعامى عن طريق رشده فنداء الله للمسرفين في كتابه وعلى لسان رسوله يقرع أسماع الغافلين، يبشرهم بغفران الذنوب، {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣}[الزمر].
  من نعمه على أهل ولايته وطاعته أن كلفهم بالدين أمانة في أعناقهم، بعد أن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً.
  نعم، تذاكرنا يوماً مع بعض الإخوان الذين لهم علاقة بالطب حول الدور الذي يقوم به الطبيب والصيدلاني، وما يقومان به من الدور الكبير في نفاعة الناس عامة والمستضعفين خاصة، وكون الطبيب يشبه الواسطة بين المريض وربه، كما أن العالم واسطة بين العامي وخالقه، دعاني ذلك الحوار والنقاش إلى كتابة رسالة إلى الإخوان من الأطباء والصيادلة الذين لهم صلة بربهم وعلاقة بخالقهم، عسى أن يستفيدوا من خلالها ولو بكلمة