محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[الجرح من أجل المذهب]

صفحة 19 - الجزء 1

  السلام بإسناده عن أبي مريم الحنفي قال: كنت أصلي خلف أبي موسى بالكوفة فلما صلى يوماً الفجر، قال: قدم الليلة رجل من خيار أصحاب محمد صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم عمار بن ياسر فمن أحب أن ينطلق معي فليفعل فإن له حقاً فانطلقنا ودخلنا عليه وسلمنا وسلم أبو موسى فما سمعناه رد، ثُمَّ كان أول كلامه أن قال: يا عبد اللّه بن قيس: أنت المثبط الناس عن علي وأنت الذي تقول: اقطعوا أوتار قسيكم؟ ويلك فمن يضرب خراطيم الفتن؟ وأين قول اللّه تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} وأنت القائل: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم قال: «ستكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان» ويلك يا عبد اللّه ابن قيس، أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يقول: «من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»، وأنا أشهد أنك كذبت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، قال: فرأيت أبا موسى يتفزع كما يتفزع الديك، وقام وخرج. انتهى، فاعرف هذا.

[الجرح من أجل المذهب]

  ثُمَّ اعلم أن المحدثين قد التزموا لوازم كانت قواعداً لكل ضلالة مثل التزام تعديل الفساق والمنافقين والبغاة والناكثين، وإيجاب طاعة الفجار المتغلبين وجرحهم للعدول.

  قال في الإقبال: أكثر المحدثين معتمدون في رواياتهم على اتباع بني أمية وبني العباس وذلك معروف بمطالعة السير والتواريخ،