محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[الجرح من أجل المذهب]

صفحة 20 - الجزء 1

  ويوثقونهم ويمدحونهم كما قال العجلي في عمرو بن سعد أمير الحبيش الذين قتلوا سبط رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم الحسين ابن علي ابن أبي طالب @ وسبوا محارم رسول اللّه ÷ تابعي ثقة روى عنه الثقات، وكذلك الزهري هو أعدل العدول عندهم إمام رواتهم، حديثه معتمد عليه في الصحاح الستة وغيرها ... إلى أن قال فيه: قال الحافظ المراكشي: الجرح بالبدع كان كثيراً في المتقدمين إلى حد ثلاثمائة والمراد بالبدع عندهم ما خالف مذاهبهم ولو كان حقاً ويتصدون لانتقاص أكابر أهل البيت $.

  قال السيد صارم الدين: ومن طالع تراجم الرجال عرف أن أكثر الجرح إنَّما هو بالمعتقدات يعني المخالفة لما ذهب إليه الجارح قال: وقد تفاحش الأمر في ذلك بين أهل المذاهب فروعاً وأصولاً ومنقولاً ومعقولاً حتى يروى أن بعض الشافعية كان يمر بمساجد الحنابلة فيقول: أما آن لهذه الكنائس أن تسد. وبين فرق الفقهاء أمور ومقالات يضيق المقام عن ذكرها، وكذا بين الحنابلة والأشاعرة، وبين سائر الفرق من المتكلمين وغيرهم؛ بل وبين الطائفة الواحدة، وكذا بين الشيعة والسنة وجرت بينهم في بغداد فتن لا تطاق وأحرق بسبب ذلك غير مرة باب الطاق.

  ومنشأ الاختلاف بينهم والتضليل مسألتان: التقديم والتفضيل، ألا ترى إلى جمهور الخصوم لما قطعوا بإمامة الثلاثة بعد النبي صلى