[وقوع الكذب في الحديث]
  
  وصلى اللّه وسلم على محمد وآله، رب يسر وأعن يا كريم.
[وقوع الكذب في الحديث]
  اعلم أن الحديث المروي في أيدي الأمة غير مصون من إفك المنافقين، ووضع الفاسقين، ووهم الواهمين، وحشو الملاحدة؛ وأهل البدع والأهواء؛ من المارقين الخوارج، وعتاة النواصب وغلاة الروافض، وطغاة المجبرة والمشبهة، وهمج القصاص والوعاظ، والحشوية، وأغتام الظاهرية والكرامية، وغيرهم كنساك الجهلة المتعبدين والمتصوفين، وقد قال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «سيكذب عليَّ».
  وقال أمير المؤمنين #: إن في أيدي الناس حقاً وباطلاً وصدقاً وكذبا ... إلى أن قال: وقد كذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم على عهده حتى قام خطيباً، فقال: «من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»، وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس: رجل منافق يظهر الإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج يكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم متعمداً، فلو علم الناس أنَّه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ولكنهم قالوا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم رآه وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله، وقد أخبرك اللّه عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به