أمالي السيد ظفر،

ظفر بن داعي العمري (المتوفى: 500 هـ)

نص الكتاب

صفحة 21 - الجزء 1

  تاركون للجمعات، راقدون عن العتمات، مفرطون في الغدوات.

  يابن مسعود، قال الله ø: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}⁣[مريم: ٥٩].

  يابن مسعود، مثلهم مثل الشجرة الدفلاء⁣(⁣١) زهرها حسن وطعمها⁣(⁣٢) مُرٌّ، يبنون الدور، ويشيدون القصور، ويزخرفون مساجدهم، ويُحَلُّون مصاحفهم، ويأكلون الربا، ويظهرون الجفاء، ليس لهم همٌّ إلا هَمُ الدنيا عاكفون عليها.

  يابن مسعود، من رقَّ ثوبه رقَّ دينه، محادثتهم وكلامهم الدرهم والدينار أولئك شر الأشرار، قال الله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا}⁣[مريم: ٧٤].


(١) الدفلا: قيل: شجر مثمر إذا أكله الحمار مات في الحال.

(٢) في الأصل: وطعامها.