أمالي السيد ظفر،

ظفر بن داعي العمري (المتوفى: 500 هـ)

نص الكتاب

صفحة 34 - الجزء 1

  فقال: ويحك! إن علم العالم صعب لا يحتمل، ولا تقرُّ به القلوب، أخبرك أن علياً # مثله في هذه الأمة كمثل موسى # والعالم، وذلك أن الله تعالى ذكره قال في كتابه: {إِنّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ۝ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً}⁣[الأعراف: ١٤٤، ١٤٥] فكان موسى # يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم أثبتوا لكم جميع الأشياء، فلما انتهى موسى صلى الله عليه إلى شاطئ البحر فلقي العالم فاستنطقه فأقرَّ له موسى بفضل علمه ولم يحسده كما حسدتم علياً #، فقال له موسى ورغب إليه: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلّمَنِي مِمَّا عُلّمْتَ رُشْداً}⁣[الكهف: ٦٦] فعلم العالم أن موسى لا يطيق صحبته، ولا يطيق على علمه فقال له: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً ٦٧