[الولاية (الخلافة)]
  وَأَنَّهُ لَا يُحِبُّهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يَبْغَضُهُ إِلا مُنَافِقٌ، وَهُوَ أَقْضَىْ الصَّحَابَةِ، وَهُوَ بَابُ مَدِيْنَةِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَجْمَعْ أحَدٌ بَيْنَ قُرْبِ النَّسَبِ وَقُرْبِ الصَّهَارَةِ وَالصُّحْبَةِ غَيْرَهُ، وَسُدَّ رَسُوْلُ اللهِ ÷ الأَبْوَابَ الَّتِيْ إِلَىْ الْمَسْجِدِ إِلا بَابَ عَلِيِّ #، وَهُوَ حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ، وَصَاحِبُ ذِيْ الْفِقَارِ، وَمَعْصُوْمٌ لا يُفَارِقُ الحَقَّ، وَلَمْ يَقْتُلْ أحَدٌ مِثْلَ مَا قَتَلَ، وَكَانَ يُرْجَعُ إِلَِيْهِ، وَلا يَرْجِعُ إِلَىْ أحَدٍ {أَفَمَنْ يَهْدِيْ إِلَىْ الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّيْ إِلا أَنْ يُهْدَى}[يونس: ٣٥].
  وَلَمَّا هَاجَرَ ÷ لَمْ يَسْتَخْلَفْ لِرَدِّ الْوَدَائِعِ وَغَيْرِهَا، إِلا إِيَّاهُ #، وَلَمَّا كَانَ غَزْوُهُ إِلَىْ الرُّوْمِ أَطْوَلَ أَسْفَارِهِ وَأَبْعَدَهَا شُقَّةً، وَالْحَاجَةُ فِيْ مِثْلِ ذَلِكَ إِلَىْ الْخَلِيْفَةِ وَاخْتِيَارِ الأَكْمَلِ والأَفْضَلِ، لَيْسَتْ كَالْْحَاجِةِ إِلَىْ الْخَلِيْفَةِ فِيْ السَّفَرِ الْقَصِيْرِ وَالْمُدَّةِ الْقَصِيْرَةِ، فَلَمْ يَسْتَخْلِفْ غَيْرَهُ #، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ بَعْدَهُ فِي إِمَامَتِهِ #، حِيْنَ اِنْتُهِيَ بِهَا إِلَيْهِ بِخِلافِ غَيْرِهِ، وَرُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ بَعْدَ الأُفُولِ وَلَمْ تُرَدّ لِغَيْرِهِ،