[الولاية (الخلافة)]
  بِنِكَاحِهِ، وَلَمْ يُؤَمِّرْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمِ يَكُنْ فِيْ سَرِيَّةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِيْهَا رَسُوْلَ اللهِ ÷ إِلا وَهُوَ أَمِيْرُهَا، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ فِيْ مَوْطِنٍ مِنْ مَوَاطِنِ الْجِهَادِ إِلا حِيْنَ خَلَّفَهُ فِيْ غَزْوَةِ تَبُوْكٍ، وَقَالَ لَهُ مَا قَالَ، وَعَزَلَ أَبا بِكْرٍ بِهِ فِيْ حَدِيْثِ بَرَاءَةٍ، وَقَالَ: «لَا يُبَلِّغْ عَنِّيْ إِلّا رَجُلٌ مَنِّيْ»، وَأَشْرَكَهُ فِيْ هَدْيِةِ وِ لَمْ يُشْرِكْ أحَداً غَيْرَهُ، وَأَسَرَّ عَلَيْهِ عَامَ حَجِّهِ أَنَّهُ يُقْبَضُ فِيْ عَامِهِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِآيَةِ التَّقْدِيْمِ بَيْنَ يَدَي النَّجْوَىْ أَحَدٌ غَيْرَهُ حَتَّىْ نُسِخَتْ.
  وَهُوَ الَّذِيْ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ رَاكِعاً فَنَزَلَتْ فِيْهِ الآيَةُ. وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[التوبة: ١٩] وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَعَالَىْ: {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلَىْ حُبِّهِ مِسْكِيْناً وَيَتِيْماً وَأَسِيْراً ٨}[الإنسان: ٨]، وَهُوَ الَّذِيْ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ قَالَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً ...» الْخَبَرَ، وَصَاحِبُ الطَّيْرِ.