الأدعية المختاره من أدعية شيخ الإسلام،

محمد بن عبدالله الغالبي (المتوفى: 1334 هـ)

دعاء في وداع شهر رمضان

صفحة 150 - الجزء 1

  بنعمتك شقيهم إلا عن طول الإعذار إليه، وبعد ترادف الحجة عليه، كرماً من عفوك يا كريم، وعائدة من عطفك يا حليم، أنت الذي فتحت لعبادك بابًا إلى عفوك وسميته التوبة، وجعلت على ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه، فقلت تبارك اسمك: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}⁣[التحريم: من الآية ٨]، فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقَامة الدليل. وأنت الذي زدت في السوم على نفسك لعبادك، تريد ربحهم في متاجرتهم لك، وفوزهم بالوفادة عليك، والزيادة منك، فقلت تبارك اسمك وتعاليت: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا}⁣[الأنعام: ١٦٠]، وقلت: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ