دعاء في وداع شهر رمضان
  سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}[البقرة: ٢٦١] وقلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً}[البقرة: ٢٤٥] وما أنزلت من نظائر هن في القرآن من تضاعيف الحسنات، وأنك الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك الذي فيه حظهم على ما لو سترته عنهم لم تدركه أبصارهم، ولم تعه أسماعهم، ولم تلحقه أوهامهم فقلت: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ}[البقرة: ١٥٢]، وقلت: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: من الآية ٧] وقلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}[غافر: من الآية ٦٠] فسميت دعاءك عبادةً، وتركه استكبارا، وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين، فذكروك بمنِّك وشكروك بفضلك ودعوك بأمرك، وتصدقوا لك طلباً لمزيدك وفيها كانت نجاتهم من غضبك، وفوزُهم برضاك، ولو دل مخلوق مخلوقاً من نفسه على مثل الذي دللت عليه